*المرأة السورية والذكاء الصناعي: شراكة في طريق التقدّم*

في عصرٍ يتسارع فيه التطور التكنولوجي بوتيرة غير مسبوقة، أصبح الذكاء الصناعي أحد أهم الأدوات التي تغيّر وجه الحياة في مختلف المجالات، ولعلّ المرأة السورية، بما تمتلكه من طموحٍ وقدرة على التكيّف، قادرة اليوم على الاستفادة من هذه الثورة الرقمية بطريقة إيجابية تمكّنها من تجاوز كثير من التحديات الاجتماعية والاقتصادية.
ومن الأمور التي لانستطيع تجاهلها أن المرأة السورية واجهت خلال السنوات الماضية ظروفًا قاسية أثّرت على فرصها في التعليم والعمل، إلا أنّ التكنولوجيا فتحت أمامها أبوابًا جديدة للتعلّم الذاتي والعمل عن بُعد، ومن هنا تأتي أهمية الذكاء الصناعي كوسيلة للتمكين، فهو لم يعد حكرًا على المختبرات العلمية أو الشركات الكبرى، بل أصبح متاحًا لكل من تملك الإرادة والرغبة في التطوّر، وفي هذا الصدد تحدثنا الأستاذة والناشطة الاجتماعية (وصال عثمان) من محافظة ريف دمشق: “يمكن للمرأة السورية الاستفادة من تطبيقات الذكاء الصناعي في مجالات عديدة، منها التعليم الإلكتروني، حيث توفّر المنصّات الذكية أدوات لتعلّم اللغات، والبرمجة، وإدارة المشاريع، وحتى مهارات ريادة الأعمال وهذه التقنيات تمكّنها من تطوير نفسها دون الحاجة إلى موارد ضخمة أو تنقّل صعب في ظل الظروف الراهنة.”
وتكمل الأستاذة *وصال إبراهيم* لتقول: ” أنا على المستوى الشخصي طورت من نفسي جدا بمجال التدريس بهذا الاختراع الذي استطعت بفطرتي التعليمية السليمة أن أستفيد منه بشكل إيجابي وأفيد طلابي به أيضاً، في كل شيء في الحياة يجب أن نستشف ما يصب بمنفعتنا ومنفعة المجتمع المحيط بنا.”
ومما لابد من التنويه له أن الاستفادة الإيجابية من الذكاء الصناعي تتطلّب وعياً رقمياً يحمي المرأة من مخاطر الاستخدام الخاطئ، مثل التضليل الإعلامي أو انتهاك الخصوصية، لذلك، لا بد من تعزيز ثقافة الأمان الرقمي وتعليم النساء كيفية التمييز بين المعلومة الصحيحة والمغلوطة، وكيفية استخدام الأدوات الحديثة بذكاء وحرص.
أما في مجال العمل والإنتاج، فيقدّم الذكاء الصناعي فرصًا واسعة للنساء اللواتي يرغبن في إطلاق مشاريعهن الصغيرة، فمن خلال الأدوات الذكية يمكن تحليل السوق، ودراسة احتياجات المستهلكين، وتصميم الحملات الدعائية، وإدارة الصفحات التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي بكفاءة عالية، وهكذا تصبح المرأة السورية قادرة على المنافسة في السوق الرقمية الحديثة دون أن تغادر منزلها.
إنّ المرأة السورية أثبتت في كل المراحل قدرتها على الصمود والإبداع، واليوم، أمامها فرصة جديدة لتكون جزءًا من التحوّل الرقمي العالمي، فالذكاء الصناعي ليس بديلاً عن الإنسان، بل شريكٌ في تحقيق طموحاته، ومع الوعي والمعرفة، تستطيع المرأة السورية أن تجعل من هذه التقنية قوة تدفعها نحو مستقبلٍ أكثر استقلالاً ونوراً.
#مقال ة
#هناء الراعي
#مجلس المراة السورية



