رأي حر

نساء غزة ومعاناتهن قصة صمود وألم ودور مجلس المرأة السورية في الدفاع عن حقوق المرأة

الواقع تحت حصار خانق منذ أكثر من 17 عامًا، تعيش النساء في غزة معاناة مركبة ومستمرة. فبين الحرب والحرمان، تصمد المرأة الغزية وتقاتل من أجل البقاء، حاملة على كاهلها عبء المسؤولية، والأمومة، والعيش في واقع يمزج بين الألم والكرامة، والموت البطيء الذي تفرضه سياسات التجويع والعزل المتعمد.
المرأة الغزية: قلب الأسرة النابض
تلعب المرأة في غزة دورًا محوريًا في دعم الأسرة والمجتمع، خصوصًا في ظل فقدان آلاف الأسر لمُعيلها بسبب الحروب والاعتقالات والدمار. كثيرات منهن أصبحن المعيل الوحيد لأطفالهن، وتحدين الفقر والقيود من أجل بناء مستقبل أفضل لأسرهن، رغم القهر والجوع.
انتهاكات الاحتلال بحق النساء
النساء في غزة يتعرضن لانتهاكات جسيمة على يد الاحتلال الإسرائيلي، وتشمل هذه الانتهاكات:
• الاستهداف المباشر:
خلال العدوانات المتكررة، لم تُستثنَ النساء من الاستهداف العسكري. قُصفت بيوتهن، وفُجعن بأطفالهن وأزواجهن، وبعضهن أُصبن بإعاقات جسدية دائمة.
• الحصار وسياسة التجويع والعطش:
لا يقتصر العدوان على الصواريخ والقصف، بل يمتد إلى حصار خانق يُطبق على كل نواحي الحياة. تتعمد قوات الاحتلال حرمان المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، من الغذاء والماء والدواء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
واليوم، يواجه القطاع مجاعة حقيقية. نفذ الطحين، جف الحليب، وأصبحت بطون الأطفال تصرخ جوعًا لا تجد ما يسد رمقها.
الأمهات الغزيات يواجهن مشهدًا يفطر القلب: أطفالهن ينامون وهم جوعى، يبكون طلبًا لقطعة خبز أو كأس حليب لا يمكن توفيرها. يقفن في طوابير طويلة أمام أبواب المساعدات، وفي قلوبهن حسرة، ليس على أنفسهن، بل على أطفالهن الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا تحت الحصار.
• استهداف المدنيين والصحفيات:
وثقت منظمات حقوقية ودولية استهداف الاحتلال للنساء بشكل مباشر، بالإضافة إلى الطواقم الطبية والإعلامية، بما في ذلك الصحفيات اللواتي قُتلن أثناء تغطية الأحداث. كما لم تسلم المدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء من القصف، رغم أنها كانت الملاذ الأخير لعائلات تبحث عن الأمان.
• الضغط النفسي والاجتماعي:
تعيش معظم النساء في غزة تحت ضغوط نفسية هائلة، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، نتيجة لسنوات من الخوف، الخسارة، وانعدام الأمان.
• التهميش الاقتصادي والتعليمي:
الحروب والحصار أعاقت فرص التعليم والعمل للنساء، مما جعل الكثيرات عرضة للفقر والتهميش المجتمعي، وزاد من هشاشة أوضاعهن المعيشية والإنسانية.
دور مجلس المرأة السورية في التضامن والدفاع
في ظل هذه المعاناة، يتعزز دور المؤسسات النسوية التي تؤمن بأن حقوق المرأة لا تتجزأ، أينما كانت. ويأتي هنا دور مجلس المرأة السورية، الذي يمثل نموذجًا لمؤسسة عربية تُناصر المرأة في وجه الحروب والنزاعات والتمييز.
من خلال مبدأ التضامن النسوي، يعمل المجلس على دعم نساء غزة من خلال:
• تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية بحق النساء الفلسطينيات.
• التنسيق مع منظمات حقوق الإنسان لرفع الصوت في المحافل الدولية.
• المطالبة بحماية النساء والفتيات في مناطق النزاع وفق القانون الدولي الإنساني.
• دعم مبادرات تمكين المرأة في غزة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
إن مجلس المرأة السورية، من خلال التزامه بمبادئ العدالة والمساواة، يضع قضية المرأة الفلسطينية في صلب نضاله النسوي، ويرى أن الدفاع عن حقوق نساء غزة هو دفاع عن كرامة كل النساء العربيات.
خاتمة
إن معاناة نساء غزة ليست مجرد أرقام أو تقارير إعلامية، بل هي وجوه أمهات جائعات، وعيون أطفال تبحث عن الغذاء في أزقة المدينة المدمّرة.
هي حكايات صمود لا تُكتب بالكلمات فقط، بل تُروى بالدموع، وبالأيدي التي تطبخ على نار بلا غاز، وبالقلوب التي تحتضن أطفالها رغم الجوع والخوف.
وفي هذا السياق، تُشكّل المؤسسات النسوية، مثل مجلس المرأة السورية، صوتًا ضروريًا في مواجهة الظلم، وبوابة لتعزيز التضامن العربي النسوي في وجه الاحتلال والاستبداد. فالدفاع عن حقوق المرأة لا يقف عند الحدود، بل يتخطاها ليكون نداءً إنسانيًا وأخلاقيًا، يحمل مسؤولية جماعية تجاه النساء في كل بقاع الصراع، وعلى رأسهن نساء غزة، رمز الصمود والكرامة في وجه المجاعة والموت البطيء.

#مقالة

#محاسن غنافر

#مجلس المرأة السورية

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى