المرأة صانعة سلام

يوم السلام العالمي ( اليوم الدولي للسلام ) أول مرة تم الاحتفال به في 1982 وتم اعتماد يوم 21 أيلول بشكل نهائي في 2011
الهدف الرئيسي من اليوم: وقف إطلاق النار عالميًا ولو لمدة 24 ساعة
السلام ليس فقط غياب الحرب، بل هو بناء مجتمع متماسك. وفي هذه المعادلة، المرأة هي المهندسة الرئيسية. بفطنتها الاجتماعية وقدرتها على الصمود والشفافية العاطفية، تبني جسورًا من السلام تدوم لأجيال.(المرأة_تبني_وتُصلح)
وراء كل سلام مستدام، امرأة.. أمٌ علمت التسامح، قائدةٌ نشرت العدل، صانعةٌ أطفأت نار الخلاف.
ليست المرأة مجرد رمز للسلام، بل هي صانعته الفعلي. من دورها كأم ، إلى قيادة المرأة في بناء المجتمعات، سلامكنّ ليس ضعفًا، إنها قوة هادئة تصلح العالم.
قلب المرأة يحمل بذور السلام. برعايتها وحكمتها وعطائها الذي لا يتوقف، في بيتها، مجتمعها، والعالم أجمع.
في اليوم العالمي للسلام، نحتفي بكن أيّتها الصانعات، لأنّ سلام العالم يبدأ بسلامكنّ.”
لماذا نحتاج أن نسلط الضوء على هذا الدور اليوم؟
لأن العالم لا يزال يستثمر فقط في جزء بسيط من طاقتكنّ الهائلة. لأن قصصكنّ وإنجازاتكنّ في صنع السلام يجب أن تُروى وتُدرس. لأن تمكينكنّ يعني تمكين مجتمعات بأكملها من العيش في أمان واستقرار.
زميلاتي صانعات السلام:
أنتنّ مستقبل السلام، أنتنّ حاضره القويّ والفعّال، كلّ واحدة منكنّ تحمل في داخلها بذرة سلام يمكن أن تنمو لتصبح شجرةٍ تظلل الجميع.
غالبًا ما تُروى قصة السلام على أنها معزوفة منفردة، لكن الحقيقة هي أنها سيمفونية جماعية، وفي قلب هذه السيمفونية، تقف المرأة كقائدة موهوبة، تلحن أغاني المصالحة وتبني جسورًا من الحوار وسط ركام الصراع، ولكن، لكي تُسمَع هذه الألحان بقوة ووضوح، فهي تحتاج إلى دعم ومرافقة من كل الأصوات من حولها، وهنا يبرز الدور المحوري والضروري للرجل كمناصر و شريك للمرأة صانعة السلام.
فمناصرة الرجل للمرأة في هذا المجال ليست مجرد فعل نبيل، بل هي مسؤولية أخلاقية واستراتيجية لبناء مجتمعات أكثر أمانًا واستقرارًا.
كيف يكون ذلك؟
أولاً: كحليف داعم( the supportive ally)
دور الرجل يبدأ بالاستماع والإيمان أن يستمع باحترام لرؤية المرأة وخبراتها الفريدة في حل النزاعات، التي غالبًا ما تكون قائمة على بناء الجسور المجتمعية من القاعدة إلى القمة، وترميز النسيج الاجتماعي الممزق، أن يكون مؤمنًا بقدراتها وكفاءتها، لا كضيف شرف، بل كفاعلة رئيسية على طاولة المفاوضات.
ثانيًا: كصوت مُضاعف (The Amplifier)
تمتلك المرأة حلولاً للسلام، لكن صوتها قد يُهمش أو يُغيب في الغرف المغلقة حيث تُتخذ القرارات.
هنا يأتي دور الرجل ليكون مضخمًا لهذا الصوت، أن يستخدم موقعه ونفوذه ليفسح لها المجال، يقدمها، يضمن أن تُسمع أفكارها، وأن تُنسب لها جهودها ونجاحاتها، أن يكون جسرًا يعبر عليه صوتها إلى حيث تكون آذان صانعي القرار.
ثانيًا: كشريك في التغيير (The Partner in Change)
السلام الحقيقي لا يُفروض من فوق، بل يُبنى من الداخل.
الرجل شريك في بناء ثقافة السلام داخل بيته، بتربية أبنائه وبناته على قيم المساواة والاحترام. هو شريك في تحدي الصور النمطية والقوالب الاجتماعية التي تقول إن بناء السلام هو “شأن نسائي” فقط، أو على العكس، أنه “شأن رجالي” يتعلق بوقف إطلاق النار فقط.
السلام شأن إنساني جامع.
رابعًا: كنموذج يُحتذى به (The Role Model)
عندما يقف رجل إلى جانب امرأة قيادية، عندما يرفض التمييز، عندما يحترم ويقدر إسهاماتها، فإنه يرسل رسالة قوية للمجتمع بأكمله.
رسالة تقول: “القوة ليست في السيطرة، بل في التعاون. القيادة ليست في الانفراد، بل في إتاحة الفرص للآخرين”.
بهذا يصبح الرجل نموذجًا للرجولة الإيجابية التي تدعم وتمكن، لا التي تهيمن وتستبعد.
في الختام المرأة ليست في حاجة إلى من “ينقذها” أو “يمنحها” فرصة بل هي قادرة بجدارة، لكنها تحتاج إلى شركاء يخلقون المساحة الآمنة لازدهار هذه القدرات، الرجل المناصر هو جندي مجهول في معركة السلام، يقف ليس في المقدمة ليسرق الأضواء، ولا في الخلف صامتًا، بل بجانبها، داعمًا، مُمكّنًا، ومُضخمًا لصوتها حتى يصل صداه إلى أبعد نقطة.
لأن السلام الذي تبنيه المرأة بيدها، يحتاج إلى أكتاف الرجال ليرتفع عاليًا، فيصبح سلامًا للجميع، يُشيد به الجميع.
#مجلس المراة السورية
#مقالة
# الدكتورة سحر جبور



