رأي حر

*المرأة السورية وكيفية استثمارها للإنترنت بشكل نافع

 

في ظل الظروف الاستثنائية التي مرت بها سوريا خلال السنوات الماضية، من حروب وصراعات داخلية، برزت التكنولوجيا كأداة حيوية غيرت ملامح حياة الكثيرين، وكانت المرأة السورية إحدى أكثر الفئات استفادة من هذه الطفرة الرقمية، ولم تعد التكنولوجيا مجرد وسيلة ترفيه أو تواصل اجتماعي، بل تحولت إلى مساحة واسعة لتمكين المرأة، وتوفير فرص لها للتعلم، والعمل، والمشاركة الفاعلة في المجتمع، رغم كل العوائق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

أول ما منحته التكنولوجيا للمرأة السورية هو إمكانية التعلم والوصول إلى المعرفة، فالعديد من الفتيات اللواتي لم يستطعن استكمال دراستهن في المدارس أو الجامعات، وجدن في المنصات الإلكترونية بديلاً لمتابعة التعليم، سواء عبر الدورات التدريبية المفتوحة أو المحاضرات المسجلة أو المراجع الإلكترونية.

هذا فتح أمامهن باباً لاكتساب مهارات جديدة في مجالات متنوعة مثل اللغات، البرمجة، التصميم، التسويق الإلكتروني وغيرها، ما ساعد على تعزيز حضورهن في سوق العمل.

‏تقول *السيدة والمعلمة نهلة الخلف ابنة الرقة* من خلال تجربتها بالعمل التسويقي:”‏ بالنسبة لي الإنترنت لم يكن مجرد وسيلة أضيّع فيها وقتي، كان باب فتحلي طريق جديد بحياتي.
‏من خلاله استطعت أن أجد فرصة أعمل بها من بيتي ومن داخل منزلي، بلا رأس مال كبير ولا تعب ودون التزام بدوام معين كل يوم.
شعرت أنني أبني مستقبلي خطوة بخطوة، وبنفس الوقت ساعدت غيري بإيجاد فرص
‏وأصبح لدي مورد دخل يجعلني أعتمد على نفسي وأحقق جزء من طموحي
وعلى المستوى الاجتماعي، تعرّفت على ناس طيبين من كل مكان، شاركوني تجاربهم وشجعوني أن أكمل شعرت أنني ما عدت وحدي، يوجد أناسٌ كثر تسعى وتكافح وتحلم.”
‏لتختم كلامها *السيدة نهلة* بقولها:

“‏الإنترنت علّمني أن الفرص تحيط بنا فقط تختاج لقلب قةي ومؤمن بقدراته ومؤمن بأن الله لن يخيب أمله ولن يبطل سعيه فقط يختاج لتفكير وجرأة بطريقة إيجابية.”

من جانب آخر، وفرت التكنولوجيا منصات للتعبير عن الرأي والمشاركة المجتمعية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات والقنوات الإلكترونية، أصبحت المرأة السورية قادرة على طرح قضاياها، والدفاع عن حقوقها، والتأثير في الرأي العام، الأمر الذي جعل صوتها أكثر حضوراً في النقاشات المجتمعية والسياسية.

في الختام ، أثبتت التجربة أن التكنولوجيا ليست مجرد أدوات، بل هي جسر عبور نحو التمكين، وقدرة على تحويل التحديات إلى فرص، والمرأة السورية، بإصرارها وصبرها، قادرة على استثمار هذه الأدوات بأفضل الطرق، لتكون جزءاً فاعلاً في إعادة بناء مجتمعها، ولتؤكد من جديد أن إرادتها أقوى من الظروف.

#مقالة

#مجلس المرأة السورية

#هناء الراعي

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى