المرأة السورية ودورها الحيوي في التنمية المستدامة

المرأة السورية ودورها الحيوي في التنمية المستدامة
تشكّل المرأة السورية ركيزة أساسية في عملية إعادة بناء المجتمع، ولا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة حقيقية من دون الاعتراف بدورها الفاعل في مختلف المجالات، فبرغم التحديات الهائلة التي واجهتها خلال سنوات الحرب، من النزوح والحرمان والفقدان، استطاعت المرأة السورية أن تثبت أنها ليست فقط ضحية للنزاع، بل فاعلة في صناعة التغيير.
ولا ننسى أن النساء السوريات لعبت أدوارا مهمة في دعم أسرهن ومجتمعاتهن، سواء من خلال العمل في التعليم، والقطاع الصحي، والمبادرات المدنية، أو من خلال إطلاق مشاريع صغيرة واجتهادات فردية ساهمت في دعم الاقتصاد المحلي. في الريف كما في المدن، وبات للنساء حضور واضح في العمل المجتمعي، والمجال الزراعي، وحتى في الشأن العام والمناصرة. وهذا ما أكدته الناشطة الاجتماعية والمهندسة المدنية منار عبد الله عندما أكدت على دور المرأة بحركة الإنعاش والتنمية بقولها:” إن عمل المرأة بكل القطاعات لا يستهان به، فوجود المرأة في مجالات العمل المختلفة يساهم بتسريع عجلة التنمية والازدهار والتب سوريا بحاجة له أكثر من أي وقت مضى.
وتكمل عبد الله بقولها:” عمل المرأة مهما كان بسيطا هو مساهم بالدرجة الأولى بالتنمية بدءا من الأم وربة المنزل وانتهاءً بمشاركاتها السياسية والتي تعكس ايضا دورا في النهوض والتنمية ولكن ما يجب التركيز عليه هو عدم، التقليل من شأن عمل المرأة أو تخصيص نسبة معينة لمشاركتها وكأنها تكملة لعدد ونصاب معين هي موجودة، بنشاطها وأفكارها، وعلمها وثقافتها، فالعاطفة التي تمتلكها هي لم تكن يوما ضد الإبداع والتطور والحضارة.”
تكمن أهمية مشاركة المرأة السورية في التنمية المستدامة في كونها تمثل نصف المجتمع، وتتحمل أعباء مضاعفة في ظل الظروف الصعبة. إن تمكين النساء من التعليم، والعمل، والمشاركة السياسية، لا ينعكس فقط على حياتهن الشخصية، بل يسهم في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع ككل.
وفي سياق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين، يصبح من الضروري دعم النساء السوريات بحقوقهن، وتمثيلهن في مواقع اتخاذ القرار، وتوفير بيئة آمنة تحترم قدراتهن وتتيح لهن الانخراط الكامل في عملية التنمية.
ختامًا، فإن المرأة السورية ليست عنصرًا ثانويًا في مسار التنمية، بل شريكة حقيقية لا غنى عنها في إعادة بناء الوطن وبناء مستقبل أكثر عدالة واستدامة. إنها من تحمل عبء النزوح، وتقف في وجه الفقر، وتحوّل الألم إلى عمل، واليأس إلى أمل. تمكين المرأة السورية ليس فقط استحقاقًا إنسانيًا وحقوقيًا، بل هو مفتاح لتعزيز السلام، وتحقيق التوازن الاجتماعي، وتسريع عجلة التنمية.
إن مستقبل سوريا المزدهر لن يُكتب إلا بمشاركة نسائها، بعقولهن النيرة، وسواعدهن العاملة، وأصواتهن الحرة. فالمرأة السورية لم تعد تنتظر الفرصة، بل تصنعها.