رأي حر

خطاب الكراهية وآثاره في سوريا: دور المرأة في تعزيز السلم الأهلي.

خطاب الكراهية وآثاره في سوريا: دور المرأة في تعزيز السلم الأهلي.

لقد خلّفت الحرب في سوريا جراحاً عميقة لم تقتصر على الدمار المادي فقط، بل طالت النسيج الاجتماعي، وكرّست الانقسامات الطائفية والقومية والمناطقية. أحد أخطر مظاهر هذا التمزق هو خطاب الكراهية، الذي انتشر في وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية وحتى الخطاب السياسي والديني، فأجج النزاعات، وعمّق الفجوة بين مكونات الشعب السوري، وفتح المجال أمام العنف والتطرف.

خطاب الكراهية لا يقتصر على الكلمات، بل يتحوّل إلى أفعال تؤدي إلى التهميش والتمييز، وقد يدفع نحو الإقصاء أو حتى الإبادة. إن نتائجه لا تهدد فئة واحدة فحسب، بل تُضعف المجتمع بأكمله، وتمنع أي إمكانية لتحقيق السلم والاستقرار.

في مواجهة هذه التحديات، تبرز المرأة السورية بدور ريادي ومؤثر، ليس فقط كضحية للصراع، بل كفاعلة في بناء السلام. فقد أثبتت النساء السوريات، سواء في المجتمع المدني، أو في المبادرات المحلية، أو حتى داخل العائلات، أنهن قادرات على نشر ثقافة التسامح، وترسيخ قيم التفاهم، والمطالبة بحقوق الجميع دون تمييز.

تلعب المرأة دوراً أساسياً في تعزيز السلم الأهلي من خلال التربية، ونقل القيم الإيجابية، ورفض التحريض، إضافة إلى مشاركتها في الحملات المناهضة للكراهية وفي لجان المصالحة المجتمعية. صوت المرأة هو صوت الحياة، ووجودها في مراكز صنع القرار ضرورة لضمان سوريا عادلة للجميع.

إن الطريق إلى سوريا التعددية، الديمقراطية، اللا مركزية يبدأ من رفض الإقصاء، ونبذ الكراهية، والاعتراف بالآخر. حين تعيش كل المكونات معًا بحقوق متساوية وبكرامة، فقط عندها يمكن أن تصل سوريا إلى برّ الأمان.

#مقالة.
#عريفة_بكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى