
المرأة السورية.. ضمير إعلامي، في لحظةٍ مفصلية.المرأة السورية.. ضمير إعلامي، في لحظةٍ مفصلية.
في خضم الأحداث المتسارعة التي شهدتها محافظة السويداء مؤخرًا، برز دور المرأة السورية في الإعلام كقوة فاعلة ومؤثرة، لا تكتفي بنقل الحدث بل تساهم في تشكيله، وفهمه، وتقديمه للناس بعين إنسانية وروح مسؤولة. فالمرأة السورية، التي طالما عرفت بالصمود والحكمة، أثبتت أنها أيضًا إعلامية قادرة على ممارسة دور إيجابي في أوقات الشدة والاضطراب.
من قلب الحدث، خرجت أصوات نسائية تعبّر عن نبض الشارع، لا بلغة التحريض أو التهويل، بل بلغة توازن بين الحقيقة والأمل، نقلت الإعلاميات السوريات ما يجري في السويداء بصدق، وأضاءت على المطالب الشعبية المشروعة، وحرصت في خطابها على تجنّب الفتنة، وحماية السلم الأهلي، وتعزيز الوحدة الوطنية رغم ما تتعرض له بكل مرة من قمع وإقصاء وكلام جارح وغير لائق كما حدث للناشطة الحقوقية واللامعة على الإعلام الحر “زينة شهلا” بأحداث السويداء الراهنة.
لم تكن مشاركتهن محصورة في غرف الأخبار، بل كنّ ناشطات عبر المنصات الرقمية، يقدمن محتوى بصريًا ومكتوبًا يدعو إلى الحوار، ويكشف مكامن الألم والفساد، ويوثّق المظاهرات والوقفات الاحتجاجية بعيون تحرص على توصيل الرسالة لا على تأجيج الصراع.
لقد قدّمت المرأة السورية نموذجًا في الإعلام الواعي، حين حملت صوت الناس دون أن تسقط في فخ الاصطفاف أو الاستغلال.
وفي هذا الصدد عقبت الإعلامية سارة الأحمد بقولها:
“لقد أعادت المرأة السورية في كل المناطق، من خلال الإعلام الإيجابي، رسم صورة المرأة المقاومة – لا بالسلاح – بل بالكلمة والموقف والإنسانية، أعادت الاعتبار لدور الإعلام كمنصة للتنوير لا للتهويل، وكجسر للتواصل لا ساحة للخصام، وما نحتاجه بالفعل من الناس هي المتابعة لمنصات إعلامية لا صفحات صفراء لأن هذا ما يجعل الوطن يعيش في حالة نزاع مستمر، فأثر خطاب الكراهية على النفوس والسلوك كبير جداً.”
ولعل وفي ظل ما يجري في السويداء، يمكن القول إن الإعلامية السورية لم تكن مراقبة من بعيد، بل كانت جزءًا من لحظة وطنية فارقة، شاهدة عليها وشريكة في تشكيل وعي الناس تجاهها. قدمت إعلامًا لا يبحث عن الإثارة، بل يصنع الأثر.
#مجلس_المرأة_السورية.
#مقالة.
#هناء_الراعي.