رأي حر

مقالة

#مقالة.

في خضم ما تمرّ به سوريا من أزمات متتالية، لم يكن الخراب مقتصرًا على البنى التحتية والاقتصاد، بل امتدّ إلى النسيج المجتمعي نفسه.

أكثر ما يهدد المجتمع السوري اليوم ليس فقط الحرب وآثارها، بل خطاب الكراهية الذي تمكّن من شق الصفوف، وتغذية الانقسام، وخلق فجوة كبيرة بين أبناء الوطن الواحد المتعدد الإثنيات والأديان.

خطاب الكراهية لم يعد حكرًا على السياسة أو الطوائف أو القوميات؛ بل أصبح وسيلة تمارسها بعض المنابر الإعلامية، ومواقع التواصل، وحتى الخطابات اليومية، حيث يتم تخوين طوائف معينة على أسس شعبية غير مستندة على أدلة حقيقية، والتحريض على فئة، أو التقليل من شأن الآخر بسبب رأيه أو انتمائه أو خلفيته.

هذا الخطاب بات خطرًا موازٍ للرصاص، لأنه يغذّي العنف، ويمهّد لحروبٍ مستمرة لا تنتهي بانتهاء المعارك العسكرية، وخاصة أن هذا الخطاب أصبح بمتناول الجميع عندما بعصر أصبحت فيه السوشال ميديا (وسائل التواصل الاجتماعي) بمتناول الجميع فالكل يعبر عن رأيه بهمجية غير مراعِ لمدى أثر تلك الكلمات بتأجيج فتنة حقيقية، والأمر الذي جعل الأمور تزداد سوءاً في سوريا هي انتشار صفحات الإعلام الصفراء غير المحاسبة على عدم تنقيحها للتعليقات السلبية المؤججة للفتنة، متخذة المكاسب المادية هو الهدف الأهم بدلاً من الوطن وأهله.
في هذا السياق، تلعب المرأة السورية اليوم دورًا محوريًا في مقاومة هذا الخطاب.

ليست فقط لأنها أمّ وزوجة وأخت، بل لأنها فاعلة ومؤثرة ومثقفة وموجودة في كل ميادين العمل الاجتماعي والإعلامي والتربوي.

المرأة السورية دفعت ثمن الحروب والشتات والخذلان، لكنها لا تزال تملك صوتًا قادرًا على تهدئة الصراخ المجتمعي، وعلى أن تكون جسرًا للسلام لا للفرقة.

نجدها في الجمعيات المدنية، تنشر الوعي عن أهمية قبول الآخر. في المدارس، تزرع التسامح في نفوس الأجيال. على الشاشات، ترفض الإثارة التي تبني على الكراهية. وفي البيوت، تربي أبناءها على أن الوطن لا يكون لطرف دون آخر، وأن الانتماء لا يعني العداء.

إن مواجهة خطاب الكراهية لا تتم فقط عبر القوانين- رغم أهميتها – بل عبر خطاب إنساني بديل، عادل، صادق، وأقرب إلى الناس. وهنا تأتي أهمية أن يكون للمرأة صوت إعلامي وأدبي وثقافي واضح، لا يخضع للمجاملات أو الصمت، بل يقول بجرأة: كفى تحريضًا، كفى كراهية، كفى صناعة للعداوات في وطنٍ يحتاج كلّ يد وكلّ قلب وكلّ فكرة لتضميد جراحه.
وفي صدد ذلك تقول الإعلامية مرح طه وهي امرأة من إدلب تقطن في الرقة” المرأة كصانعة للثقافة والسلام وكونها المؤثر الأول للأسرة تعتبر أول من يشكل أثر حقيقي والمصدر الأول الذ يساهم بنضج أفكارهم ويؤثر على قيمهم وآرائهم وتقبل اختلاف الآخر، والنساء الناشطات في مجالات الاعلام والتعليم والمنظمات المدنية والمراكز الوظيفية الهامة يمتلكن القدرة الحقيقية على نبذ خطاب الكراهية والتشجيع على صناعة حوار منزلي أو مناطقي يسوده السلام فيه من الوعي والقوة الكثير لأن هذه الأجيال، أمانة في أعناقنا كجزء مهم يعول عليه ببناء سوريا الجديدة،
والأشخاص الذين يحيطون بنا لابد من النقاش معهم والخوض معهم بنقاشات مثمرة تصب بمصلحة الفئات المجتمعية ككل.
وتكمل طه لتقول: ” وتجربة المرأة التي تعاني من التهميش والعنف تكون أكثر نضجا وإدراكا أيضا لأنها ضاقت من الويلات الكثير، فهي تلقائيا ستكون امرأة محاربة لأي شكل من أشكال التهميش وعدم احترام كينونة الآخر.”
إذا الوطن الآن بكل يعيشه من أزمات هو مسؤولية الجميع من شاب/ة ورجل وامرأة فعلينا أن نأخذ بكل الآراء لتنضج الفكرة لدينا ويجب أن نتحلى بثقافة التعبير والإيضاح لكيلا لا نجرح أحدا بكلمة غير مقصودة فنحن الآن نمر بوقت عصيب كثرت فيه الفتن، والنزاعات، مما يزيد على المرأة عبء وعي المجتمع ككل والوصول للاستقرار والأمن الذي يحلم به الجميع
في النهاية، السلام يبدأ من الكلمة، ومن الشعور والإيمان بالفكرة بشكل حقيقي، ومن ثم بالسلوكيات والكلمات والجمل واليوم المرأة السورية المناضلة في المنزل وجميع قطاعات العمل تملك من الكلمات ما يكفي لبناء وطنٍ جديد، حرّ من الحقد، وغنيّ بالحب والمواطنة الحقيقية.

#مجلس_المرأة_السورية.
#الرقة.
#هناء_الراعي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى