
وجود المرأة في مجال العمل إن دلَّ على شيء فهو مؤشرٌ قويٌّ يدل على قوة الاقتصاد وقوة الفكر المتواجد في المنطقة فالمرأة السورية رغم ما مرت به سوريا من حروب ودمار للبنى التحتية فإنّها بقيت العنصر الأهم في سوق العمل لتثبت أنها من الركائز الأسياسية لانتعاش البلد.
تروي السيدة خلود الراعي وهي رائدة بمجال العمل التسويقي تجربتها في هذا المجال لتقول:
” كنت سيدةً أعيش كربة منزل وعندما بدأت الثورة وفقد زوجي عمله آنذاك وجدت نفسي أمام مسؤولية كبيرة تجاه نفسي وتجاه عائلتي.
وقمت بالالتحاق بدورة التمريض وكنت أمشي مسافة تتجاوز ٢ كيلو متر للالتحاق بها، وبالفعل بعد جهد جهيد حصلت على شهادة التمريض وعملت بها بالمستوصف لفترة محدودةٍ وبعد فترة وجيزة قرر زوجي الخروج من مدينة الرقة وخرجت بحقيبة صغيرة يوجد فيها حاجياتي وحاجيات طفلي وزوجي وتركت منزلي الذي أسسته بكل حب لأهاجر إلى محافظةٍ أخرى كانت وجهتنا حماة واستقريت بها ولكن وضعنا المادي كان يزداد سوءاً يوما بعد يوم.
فقررت أن أمتهن التدريس وبالفعل عندما بدأت بالتدريس ووجدت نفسي بهذه المهنة وبدأت أعمل وبعد فترة وجيزة وجد زوجي عملاً في محافظة أخرى لننتقل بعدها إلى الشام.
وبالفعل انتقلنا إلى الشام ووجدت صعوبة بتأسيس حياتي من جديد، خاصة أنني عندما فشلت بإكمال أعمالي جميعها بسبب الهجرة والسفر.
وبالصدفة وجدت إعلان عن فرصة عمل، أون لاين والتسويق الإلكتروني وبالفعل بدأت بالعمل كان متبعاً بالبداية والدورات التي خضعت لها وبقيت أكثر من سنتين في هذا العمل بمبلغ محدود جدا وفيما بعد كبر العمل وكبر مردودي العمل وكنت سببا لإيجاد فرص عمل حقيقية لأكثر من ٢٠٠ امرأة والآن أنا رائدة أعمال في التسويق الإلكتروني، ووصلت لمراتب كبيرة جدا في عملي كنت معيلة ً لأسرتي، وكنت امرأة سورية مكافحة من داخل بلدي ولم استسلم أبدا للظروف التي عشتها بل على العكس من رحم المعاناة وجدت نفسي كامرأة مساهمة بتطوير بلدها” .
لتكمل خلود عن أثر عمل المرأة على تطوير المجتمع ككل لتقول:” إن عمل المرأة أمر مفروض وليس رفاهية فهي نصف المجتمع ومؤثرة بشكل إيجابي أو سلبي على النصف الآخر فيجب أن تكون المرأة السورية من الثروات البشرية التي من الواجب أن يستفاد منها وأن توضع بأماكن صنع القرارات لأنها قادرة بإمكاناتها على تطوير هذا المجتمع وعلى إحياء سوريا الجديدة وانتعاشها خلال سنوات قليلة جداً.
#مجلس_المرأة_السورية.
#مقالة.
بقلم الأستاذة:
#هناء_الراعي.
29/5/2025