رأي حر

سوريا الجديدة لا تُبنى على أنقاض النساء، بل بأيديهن.

سوريا الجديدة لا تُبنى على أنقاض النساء، بل بأيديهن.

في لحظة مفصلية من تاريخ سوريا، حيث ينزاح ركام الحرب ببطء وتلوح بارقة أمل في الأفق، لا يمكن تصور إعادة بناء سوريا الجديدة دون الحضور الفعّال والمتكامل للمرأة السورية إلى جانب الرجل، فالوطن الذي أنهكته الجراح لا يُضمد إلا بتكافؤ السواعد، ولا ينهض إلا بجهد أبنائه وبناته معًا.
المرأة السورية لم تكن يومًا هامشية في معادلة الصمود، بل كانت الأم التي ربّت في ظل الخوف، والمعلّمة التي واصلت رسالتها رغم انقطاع الطرق، والطبيبة التي لم تغلق باب عيادتها في أشد لحظات الخطر.

والآن في هذه الأوقات المفصلية في سوريا،  آن الأوان أن تتحوّل من رمز للمعاناة إلى شريك في القرار، ومن ضحية حرب إلى صانعة سلام وعدالة وتنمية.
وإنَّ الحديث عن مشاركة المرأة في بناء سوريا الجديدة ليس خطابًا إنشائيًا، بل ضرورة استراتيجية، فالمجتمعات التي استثمرت في طاقات النساء، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كانت أكثر استقرارًا وتطورًا، ولا ننسى أن وجود المرأة السورية في مواقع اتخاذ القرار، وفي المجالس المحلية، وفي صياغة الدساتير، وفي إعمار القرى والمدن، يعني أن سوريا تنهض وهي تنظر إلى المستقبل بعيون جميع أبنائها.

وفي هذا الصدد تقول السيدة وسام السلوم وهي ناشطة اجتماعية ومدربة ميدانية : “إن سوريا الجديدة لا تحتاج فقط إلى تحرير أراضيها، بل إلى تحرير طاقاتها الإنسانية والمرأة ليست “نصف المجتمع” كما يُقال فقط، بل هي في كثير من الأحيان قلبه النابض وضميره المستتر تمكينها ليس منّة من أحد وهذا ما يجب أن تؤمن به كل امرأة سورية  بل استعادة لحق أصيل، وفتح لأفق أوسع في بناء دولة مدنية، عادلة، متوازنة، وأكبر دليل أنه لايوجد امرأة في سوريا إلا وقد اكتسبت الكثير من المهارات والقدرات في الفترات الصعبة التي مررن بها، منا يجعلهن مؤمنات بطاقتهن عن تجربةٍ وإنجاز”.

قد تكون المرأة السورية قد دفعت الثمن الأكبر في سنوات الحرب، لكنها اليوم قادرة على أن تكون أيضًا حجر الأساس في مشروع وطني جامع. مشروع لا يقوم على الثأر، بل على المصالحة. لا على الإقصاء، بل على الاحتواء. لا على القهر، بل على الأمل.
سوريا الجديدة لا تُبنى على أنقاض النساء، بل بأيديهن.
فلنضع يدًا بيد، رجلًا وامرأة، ونكتب معًا الفصل القادم من حكاية وطن يستحق الحياة.

#مجلس_المرأة_السورية.
#مقالة.
#هناء_الراعي.
2/6/2025

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى