مناهضة العنف ضد المرأة

يُعد العنف ضد المرأة من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً في العالم. ورغم الجهود الدولية والمحلية المبذولة لمكافحته، لا يزال الملايين من النساء والفتيات يعانين في صمت. هذا العنف لا يقتصر على ثقافة أو طبقة اجتماعية أو مستوى تعليمي معين، بل يتخذ أشكالًا متعددة تشمل العنف الجسدي، الجنسي، الاقتصادي، واللفظي.
من أهم أشكال العنف التي تعاني منها النساء:
1. العنف الأسري: يشمل الضرب، الإهانة، التهديد، والسيطرة من قبل أحد أفراد الأسرة.
2. العنف الاقتصادي: مثل حرمان المرأة من العمل، التدخل في دخلها، أو حرمانها من الميراث الذي يعد حقاً شرعياً وقانونياً.
3. العنف الجنسي: كالتحرش، الاغتصاب، والزواج القسري.
4. العنف المؤسسي: الذي يتمثل في قوانين أو مؤسسات تحد من حصول المرأة على حقوقها.
هذه الأشكال لا تؤثر فقط على المرأة، بل تمتد إلى الأسرة والمجتمع بشكل عام، مسببة أضراراً نفسية، اقتصادية، واجتماعية جسيمة.
أسباب العنف ضد المرأة:
تعود جذور العنف ضد المرأة إلى مجموعة من العوامل، أهمها:
التمييز القائم على النوع الاجتماعي.
العادات والتقاليد التي تدعم هيمنة الرجل.
الجهل وضعف الوعي بحقوق المرأة.
القصور في تطبيق القوانين الرادعة للعنف.
اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة:
في عام 1999، أقرت الأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر من كل عام كيوم عالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، بهدف تسليط الضوء على هذه القضية وحشد الجهود لمواجهتها. كما تبنت بعض الدول قوانين لحماية النساء وأنشأت مراكز لدعم الضحايا نفسيًا وقانونيًا.
وفي العالم العربي، بدأت بعض الدول باتخاذ خطوات ملموسة مثل سن قوانين تجرم العنف الأسري وتفعيل خطوط ساخنة للإبلاغ عن الحالات. لكن التحديات ما زالت قائمة، ويجب أن يكون للمجتمع دورٌ فاعل في مواجهة هذه الظاهرة بالتعاون مع الدولة.
دور المجتمع في مناهضة العنف ضد المرأة:
من خلال التوعية والمشاركة الفعالة، يمكن للمجتمع أن يسهم بشكل كبير في محاربة العنف ضد النساء. ومن أهم خطوات هذا الدور:
التربية منذ الطفولة على المساواة: تربية الأجيال الجديدة على احترام حقوق المرأة وتعزيز قيم العدالة والمساواة.
تمكين المرأة اقتصادياً وتعليمياً: إعطاء المرأة الفرص اللازمة لتحقيق استقلالها الاقتصادي ومواصلة تعليمها.
تشجيع الضحايا على التبليغ وتوفير الحماية: ضمان توفير بيئة آمنة للنساء للإبلاغ عن حالات العنف وتقديم الدعم الكافي لهن.
مشاركة الفتيات والرجال في حملات التوعية: تشجيع جميع فئات المجتمع على المشاركة في حملات توعية لمناهضة العنف ضد المرأة.
*ختاماً*
مناهضة العنف ضد المرأة ليست مجرد شعار، بل هي التزام أخلاقي وإنساني وحقوقي. إن بناء مجتمعات آمنة وعادلة لا يتحقق إلا عندما تُحترم كرامة المرأة، فالعنف لا يطال بيئة معينة أو بلدًا معيناً، بل يستهدف جميع الفئات العمرية ويحدث في كافة الفضاءات الخاصة والعامة.
تحقيق المساواة والتنمية المستدامة لا يمكن أن يتحقق دون القضاء على العنف ضد المرأة. من أجل ذلك، يجب أن تكون هناك مشاركة حقيقية من جميع الفاعلين والمؤثرين، سواء من الحكومات، المجتمع المدني أو المجتمع المحلي.
نحن لسنا مجرد ضحايا، نحن أمهات، وزوجات، وبنات، وقائدات، ومؤثرات، وشقيقات الرجال. نَستحق الاحترام والتقدير بجدارة.
*لا للعنف، نعم للسلام.*
#مجلس المرأة السورية
#مقال
فاطمة العلي



