فعاليات وأنشطة

المرأة السورية في المخيمات: واقعٌ بين العنف والتحديات*

 

في ظل الحروب والأزمات، تتكشف أشكال متعددة من العنف، حيث يُعد النساء والأطفال الأكثر تعرضاً لهذا العنف. والمرأة السورية في المخيمات تواجه تحدياتٍ كبيرة في ظروف قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الأساسية، مثل الماء والكهرباء والرعاية الصحية. ومع غياب الأمن والاستقرار، تصبح الحياة في الخيام مليئة بالمعاناة، ولا سيما أن المرأة تفتقد الخصوصية داخل خيمتها، وتعيش في حالة من الشوق المستمر للعودة إلى منزلٍ تحيطه الجدران، يقيها حرارة الصيف وبرودة الشتاء.

أشكال العنف التي تتعرض لها المرأة في المخيمات تتعدد، وتبدأ من العنف الأسري، حيث يوجه المعيل غضبه وإحباطه تجاه المرأة نتيجة لشعوره بالعجز والفقر، فيصبح تعنيفها وسيلة لتفريغ كآبته. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الكثير من النساء من العنف النفسي جراء الانهيار الاجتماعي، وضعف آليات الحماية، ووجود اضطرابات ثقافية ونظامية، مما يضعهن في موقف ضعيف ويجعلهن أكثر عرضة للاستغلال. كما أن فقدان الدعم الأسري والمجتمعي يؤثر سلباً على صحة المرأة النفسية، ويزيد من معاناتها في ظل هذه الظروف الصعبة.

ومع كل هذه الصعاب والتحديات، تبقى المرأة السورية في المخيمات رمزاً للأمل والصبر. على الرغم من العنف والمعاناة، تجد هذه النساء سُبلاً للإبداع والتمسك بالحياة. فبينما تعيش تحت ضغط الواقع القاسي، تصنع من خيمتها مكاناً دافئاً وجميلاً من خلال أبسط الأشياء. حيث تلجأ الكثير من النساء إلى الأشغال اليدوية لتزيين خيامهن، مما يمنحهن شعوراً بالقوة والكرامة في ظل الظروف الصعبة. كما أنهن يعمدن إلى زراعة الأحواض والنباتات حول الخيمة، ليخلقن بيئة محاطة بالجمال وسط الخراب.

المرأة السورية في المخيمات تمثل صورة من الإرادة التي لا تُقهر، فبإصرارها، تتمكن من الحفاظ على الأمل في قلب المعاناة. فحتى في أشد اللحظات صعوبة، تظل قادرة على إعادة بناء عالمها الصغير، وإثبات أن الأمل لا يموت أبداً. إنها قصة مقاومة حقيقية، حيث تكون الحياة، رغم الألم، أملاً يتجدد يوماً بعد يوم.

#مجلس المرأة السورية

#مقال

#اعتماد الأحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى