لا إصلاح دون مشاركة المرأة: بيان مجلس المرأة السورية حول تشكيل الحكومة الجديدة

بيان إلى الرأي العام…

كنّا على أمل بأن تأخذ الحكومة تشكيلها من التنوع الذي تتمتع به سوريا أساساً له، لكن ما تم إعلانه يوم أمس كان واضحاً في الاعتماد على الحكومة الأحادية ذات الصبغة الواحدة، وأتت متمماً للإعلان الدستوري السابق، ونحن كسوريات وسوريين ندرك تماماً أن الحكومة الأحادية المشكلة هي نفسها التي تصر على إقصاء وإجحاف بحق المرأة التي كان لها رحلة عناء ونضال لم ينفصل عن واقع سوريا المرير سواءً من حكم ديكتاتوري استمر لأكثر من نصف قرن، أو من حربٍ كان لها الجزء الأكثر والأطول في دفع فاتورة ما جرى من قتل وتهجير ودمار حلّت بسوريا.

كانَ من المفروض أن تكون الحكومة الجديدة لها إسهاماً أكبر في رسم خارطة سوريا الجديدة التعددية الغنية بتنوعها.

لكن مايظهر لنا للعلن يوضح ويؤكد لنا أنّ هذه الحكومة خالية من الركيزة الأساسية ألا وهي المرأة، مما يزيد من مخاوف تراجع واضح عن مبادئ المساوة والعدالة، بل يتناقض مع التزامات الدولة الوطنية والدولية في تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية.

فإنَّ غياب المرأة في إدارة قيادة المرحلة الحالية وخاصة مع بداية العمل لبناء سوريا الجديدة ومع غياب المكونات السورية الأخرى هو تهميش نعتبره عمداً لإرادة المرأة والمجتمع، ومحال أن يحقق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية في مسيرة الإصلاح والبناء، بل سيكون بناءً لسلطة أخرى بلونٍ آخر ويعتبر إصلاحاً مزيفاً بدون مشاركة فعلية للمرأة، ولكل المكونات السورية.

ونؤكد بأن الحكومة الجديدة ستفتقر للمواطنة الحقيقة ولن ترتقي لمستوى التطلعات الوطنية.

إننا في مجلس المرأة السورية ندعو كل القوى النسوية السورية للعمل كصفٍ واحد من أجل تحقيق مسار سياسي يُلبي تطلعات المرأة المبنية على أساس تواجد وتمثيل المرأة الحقيقي، تأخذ حقوق المكونات بعين الاعتبار دون الإقصاء وتركز على توحيد الصف النسوي، ومطالبة المعنين بإعادة النظر في تشكيل هذه الحكومة، وعدم الاستمرار بسياسات ذو التوجه الواحد والتفكير الذكوري لأنها لن تحقق أي تطور أو استمرارية في هذه المرحلة بل سيعيد الوطن إلى نقطة الصفر ، وهذا ما لم تقبله المرأة السورية ولا المجتمع السوري الذي قدم تضحيات لعشرات السنين.

لنكن يداً واحدة دون إقصاء أو تهميش… ونبني معاً وطناً حراً وديمقراطياً.

#مجلس_المرأة_السورية.
30/3/2025