منوعات

*التغيير ضمان للاستمرارية*
في خضم ما مرت به المرأة السورية من عقبات وتحديات جعلها تمتلك رؤية عميقة وأهدافاً سامية في تطوير طاقاتها وبلوغ المبتغى دون أن تفقد قوتها وعزيمتها.
أدركت ذاتها وتاريخها وفق ذكائها الفطري والتجريبي ولم تقصمها أي ضربة تلقتها في مخاضها الطويل، بل زادتها قوةً وإصراراً، أكملت مسيرة نضالها رغم حجم المعاناة من خلال انضمامها للمنظمات النسوية التوعوية بهدف توعية وتنظيم شخصيتها النضالية فكانت هذه المنظمات داعمة لها للحصول على فرص عمل أو فتح ورشات تساعدها على تأمين قوتها اليومي وتخطت أكثر الذهنيات الدوغمائية والراديكالية وأصبحت في مستوى عال تمثل فيه ذاتها ومجتمعها بعد اكتسابها قدرة معرفية وقوة شخصية ولدتا لديها الثقة والجرأة، لتبرز فيها كشخصية فاعلة في المجتمع
ترى: هل ستبقى هذه المكتسبات موجودة ما لم تطور المرأة من أسلوب نضالها وتخوض صراعها الديالكتيكي في معترك السياسة لنيل ما تستحقه من مكانة ومقام وترفع من سقف أهدافها بحسب المرحلة وحساسيتها والتي باتت معالمها واضحة خاصةً من جهة كثافة تنظيم ونضال المرأة في شمال وشرق سوريا كنموذج واضح المعالم في راهننا؟ ومن الجهة الأخرى من البلاد إقصاءها وتهميشها من كل مفاصل الحياة، بل وفرض أعتى ستار على عقلها وجسدها، وبالطبع هذا مؤشراً خطيراً يُفرغ المرأة من كل طاقاتها وينسف نضالها إن لم تواجهه بمخصصات التناقضات التي تواجهها بعقل منفتح وإدراك لكينونتها وتاريخها العريق فعلى هذه الجغرافيا، ميزوبوتاميا(بلاد ما بين النهرين)انبثق عصر النيوليتك وأضاء العالم خلال مراحل عديدة واليوم وفي نفس المكان انطلقت شرارة ثورة المرأة ووصلت إلى كل أصقاع العالم، لذا على المرأة أن تعي أهمية دورها في المجتمع، قبل أن يسيطر
“الرجل الماكر”ذو الفكر الذكوري على مكتسباتها، وينسف وجودها، ليعيدها إلى قوقعة الظلم والقمع في المربع الأسود(عزلها في غرفة)التي تتلاشى فيها كل حقوقها ويُخدر عقلها وتُدفن إرادتها كما حصل في بداية تاريخ المدنية.
إن تشتت وتوزع تنظيمات المرأة دون حاضنة تجمع طاقاتهن و توحد مطالبهن وكلمتهن سيودي بها إلى الزوال مع مرور الزمن
إن مجلس المرأة السورية تشكل الحضن والحاضن لكل المنظمات والحركات النسوية في سوريا ويعمل على فتح كل الأبواب الموصدة أمامها لتنخرط في كل المواقع المهمة في البلاد وتتربع على مراكز اتخاذ القرار لتكون لها كلمتها في تقرير مصيرها وترسيخ حقوقهن دستورياً وتفعيل دورهن في بناء سوريا الجديدة.
فمن حقنا الطبيعي أن تمثلنا مجموعة من النساء في الحكومة الحالية واللاحقة، وتكون هناك رئيسة مشتركة للرئيس السوري مستقبلاً، تكون منتخبة في مؤتمر نسوي من قبل جميع النساء باختلافهن وتنوعهن وانتماءاتهن ليقودا معاً دفة الحكم ويؤديا وظيفتهما بشكل تشاركي وعادل لتصل بذلك سوريا إلى أعلى المستويات في تطبيق باراديغما العصرانية الديمقراطية، وفق أجواء الحرية والعدالة والمساواة دون تمييز جنسي عرقي طائفي أومذهبي ونسير بخطى واثقة نحو سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.

الكاتبة ليلى خالد

إدارية مكتب حلب لمجلس المرأة السورية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى